إن فلسفة التاريخ من أهم الدراسات الحديثة والمعاصرة التي بدأت بالظهور كعلم مستقل بذاته، وترجع نشأة هذا العلم إلى عبدالرحمن بن خلدون الذي يعتبر أول من استخدم تعبير فلسفة التاريخ القرن الرابع عشر وبذلك يكون هو أول من وضع لبنة هذا العلم، وبعد اضمحالل الحضارة الإسلامية وبروز الغرب الأوروبي كان للفيلسوف الفرنسي فولتير القرن الثامن عشر الفضل في صي;وهذه الدراسة تتعرض لفلسفتهم في التاريخ والمقارنة بينهم ولكن من خلال التحليل التاريخي والنقدي، وذلك حتى نستطيع الإلمام بتحليل تاريخي وفلسفي، وهذا ما دفع الدراسة التي تدور حول هذا الموضوع إلى تقسيمها لخمسة فصول مترابطة كل منها يؤدي إلى الآخر. حيث حرصت الدراسة في الفصل الأول على التمهيد لفلسفة التاريخ، وحددت فيها الدلالات العلمية لمفردة التا;. وأما الفصل الثاني فقد تناولت فيه الفكر الفلسفي التاريخي لابن خلدون ودور نظرية العمران والعصبية في قيام الدول من خلال التعرض لابن خلدون وفكره الفلسفي حيث إنه يعتبر أحد كنوز الفكر الإسلامي الذي يحتاج إلى المزيد من الدراسة والتحليل واستجلاء أبعاد فكره وكيف اتجه إلى التاريخ وإلى فلسفته التاريخية التي أطلق عليها نظرية العمران والعصبية، والتي ت;أما الفصل الثالث فقد تم التطرق فيه إلى الفيلسوف أرنولد توينبي ودراسته للتاريخ حيث تناولت الدراسة حياته وروافده الفكرية واتجاهاته، وكيفية الربط بين التاريخ والحضارة في دراسته للتاريخ، كما تم فيه بيان العامل الأساسي الذي يرتكز عليه قيام الحضارات وارتقاؤها ومن ثم انهيارها من خالل عرض نظرية التحدي واالستجابة ألرنولد توينبي، ثم تم تناول النظ;أما الفصل الرابع، فقد تم التطرق فيه إلى الفيلسوف الأمريكي فرنسيس فوكوياما ونظرية نهاية التاريخ والإنسان الأخير حيث نشر هذا الفيلسوف مقالة بعنوان نهاية التاريخ ليحولها فيما بعد إلى كتاب لقى صدى واسع في جميع أنحاء العالم، وقد انطلق فوكوياما في تفسير نظريته مما حدث من اصطدام بين الإيديولوجيا الليبرالية والبلشفية والفاشية والنازية إلى فيما و;أما الفصل الخامس فقد تم التطرق فيه لتحليل نظريات: العمران والعصبية عند ابن خلدون، والتحدي والاستجابة عند توينبي ونظرية نهاية التاريخ والإنسان الأخير عند فوكوياما من خلال نقاط التشابه والاختلاف، للتعرف على جوانب التكامل والتميز لكلا المفكرين الثالثة من خلال فلسفة التاريخ ونظرتهما لما آلت إليه الحضاارت وكيف يكون المستقبل المنشود